للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ حَنْظَلَةَ الأُسَيْدِيِّ وَكَانَ مِنْ كتَّابِ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ: ياَ رَسُولَ اللَّهِ نَافَقَ حَنْظَلَةُ قَالَ: «وَمَا ذَاكَ»؟ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكَرُناَ بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْناَ مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الْأَزْواجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعاَتِ نَسِيناَ كَثيرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «وَالَّذِي نَفْسِي بِيدِهِ إِنْ لوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْر لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكمْ وَفِي طُرُفِكمْ وَلكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (١)». رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الرَّقَائِقِ وَلَفْظ الأَخِيرِ: «لَوْ تَدُومُونَ عَلَى الْحَالِ الَّذِي تَقُومُونَ بِهَا مِنْ عِنْدِي لَصَافَحَتْكمُ الْمَلَائِكَةُ فِي مَجَالِسِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ وَعَلَى فُرُشِكُمْ وَلكِنْ يَا حَنْظَلَة سَاعَةً وَسَاعَةً وَسَاعَةً».

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مجْلِسًا لَمْ يَذْكرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلا كَان عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ (٢)».

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَا قَالَ عَبْدٌ لَا إِلهَ إِلا اللَّهُ قَطُّ مُخْلِصًا إِلا


(١) عافسنا: عالجنا، والضيعات جمع ضيعة وهي العقار، والحرفة: كالزراعة والتجارة والصناعة سميت بهذا لأنه يضيع بتركها، وصدر الحديث أن حنظلة الأسيدي لقي أبا بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله ما تقول! قلت: نكون عند رسول الله يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأى عين فإذا خرجنا من عنده واشتغلنا بالأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا، قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقي مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله قلت: نافق حنظلة يا رسول الله أي صار كالمنافقين لأنه يكون معك في مقام الخوف والمراقبة وذكر الآخرة وأحوالها فإذا عاد لأولاده وأمواله اشتغل بها ونسى ذلك، فقال رسول الله : ليس هذا نفاقًا بل اشتغالا بالأهل والأولاد لا يضر لأنه لم يمنعه من فرائض الله تعالى ولكن والله لو تدومون على الحال التي تكونون عليها عندي وفي الذكر والتفكر في أحوال الآخرة والمراقبة الله تعالى لصافحتكم الملائكة في كل وقت وفي كل حال ولكن يا حنظلة اجعل ساعة لربك وساعة لجسمك وساعة لمعاشك وساعة لأهلك وأولادك فإنه لا غنى لك في دنياك عن هذه، وبالاحتساب فيها تؤجر أجرا كبيرا.
(٢) ترة بكسر ففتح أي حسرة وندامة، وهذا ظاهر أن حمل الذكر على الفريضة والصلاة على النبي إذا ذكر اسمه وإلا كان ترهيبًا فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>