للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْخَالِقُ الْباَرِئُ الْمُصَوِّرُ (١) الْغَفَّارُ الْقَهَّارُ الْوَهَّابُ الرَّزَّاق (٢) الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ الْقاَبِضُ الْباَسِطُ (٣) الْخَافِضُ الرَّافِعُ الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ (٤) السَّمِيعُ (٥) الْبَصِيرُ الْحكَمُ الْعَدْلُ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ


(١) ألفاظ مترادفة على معنى واحد وهو الإيجاد من العدم والإبداع كما شاء، وقيل - الخالق - الموجد للمخلوقات من غير أصل - والبارئ - الموجد لها من أصلٍ، من البرء وهو خلوص الشيء من غيره تفصيًا منه كبرء المريض من مرضه والمدين من دينه - والمصور - المبدع لصور الأشياء لكل شيء صورة تميزه عن غيره، فالخالق الموجد للإيجاد الأول، والباري المحدث له فظهر، والمصور الذي سوّاه فكساه صورة تناسبه، قال تعالى ﴿سبح اسم ربك الأعلى * الذي خلق فسوى﴾ فالثلاثة على الترتيب الواقعي والاثنان الأخيران كالتفصيل للأول.
(٢) - الغفار - كثير الغفر وستر القبائح على العباد بدون مؤاخذة فضلا منه تعالى - القهار - الذي كل مخلوق في قبضته ومسخر لقضائه ومقهور بقدرته - الوهاب - كثير النعم دائم العطاء والهبات. الرزاق: خالق الأرزاق وأسبابها كلها ومفيضها على عباده، وما قبله إلى الخالق من أسماء الأفعال.
(٣) - الفتاح - الحاكم بين العباد، أو الناصر لمن شاء، أو من يفتح خزائن رحمته لعباده، قال تعالى ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا﴾ فهو اسم ذات على الأول واسم فعل على ما بعده - العليم - الذي علم ما كان وما يكون أولا وآخرا ظاهرا وباطنًا في الملك والملكوت لأنه خلق الأشياء كلها، قال تعالى ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ فالعلم صفة كشف للذات العملية - القابض الباسط - مضيق الرزق على من شاء وموسعه على من شاء، أو قابض الأرواح من الأشباح لموتها وناشرها بالأشباح لحياتها، أو قابض للقلوب بإضلالها وباسط لها بهداها ورشدها، فهما من صفات الأفعال.
(٤) - الخافض الرافع - من يخفض القسط ويرفعه، أو من يخفض الكفار والفجار بالخزي والذل والصغار وعذاب النار، ويرفع الأبرار بالإجلال في دار السلام. - المعز المذل - المعز لمن شاء بتوفيقه للفعل المليح، والمذل لمن شاء بهديه للقبيح فهو المعز لمن شاء إعزازه والمذل لمن شاء إذلاله، فهما من صفات الأفعال.
(٥) - السميع - الذي يسمع كل شيء من الأصوات وغيرها بدون حاسة - البصير - الذي يبصر كل شيء ولو صوتًا بدون حاسة، قال تعالى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ﴾ فهما صفتان ينكشف بهما كل شيء انكشافا تاما كصفة المعلم - الحكم - الحاكم الذي لا مرد لقضائه ولا معقب لحكمه فمرجعه للقول الفاصل بين الحق والباطل والبر والفاجر المجازي كل نفس بما عملت. - العدل - مصدر وصف به للمبالغة أي العادل المبالغ في العدل، فهو من صفات الأفعال - اللطيف - بأوليائه الخبير بهم أو اللطيف العالم بخفيات الأمور ودقائقها، والخبير: العليم ببواطن الأشياء فهما من صفات الكشف، أو اللطيف العالم بالخفيات المتعالى عن أن يحس فهو من صفات التنزيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>