(٢) ففي هذه الأحاديث أن الحمد والثناء على الله تعالى والصلاة على النبي ﷺ في أول الدعاء من آكد الآداب للدعاء: بل هي الركن العظيم في الإجابة، قال يوسف ﵇: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾. (٣) الأول بسند حسن والثاني بسند صحيح. (٤) فعلى المسلم أن يطلب حاجته من الله بعزم وحزم فإن الله هو الفاعل المختار القادر على كل شيء. (٥) فاستبطاء الإجابة والعجلة بها خروج عن الأدب وتحكم على الله تعالى فإن الله يجيب الداعي في دعوته إذا توفرت الشروط بما يراه صالحا له وفي الوقت الذي يشاؤه فقد أجاب موسى ﵇ بقوله تعالى ﴿قد أجيبت دعوتكم فاستقيما﴾ بعد زمن طويل قيل أربعين سنة، وأجاب يوسف ﵇ في قوله ﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ بعد موته بعدة قرون، وفي هذا يقول ابن عطاء الله في الحكم ﵁: لا يكن تأخير العطاء موجبا ليأسك، فهو قد ضمن لك الإجابة بما يريد وفي الوقت الذي يريد جل شأنه. (٦) ادعوا الله وأنتم بحال تستحقون الإجابة فيها من القيام بطاعة الله تعالى واليقين بأنه يجيب الداعي. (٧) غافل عن الله: مشغول بغيره بل يجيب عبده الحاضر معه فهو أولى من الغائب. (٨) بسند غريب للترمذي وصحيح للحاكم.