للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهاَ»، رَوَاهُ الخَمْسَةُ إِلا البُخَارِيَّ.

وَسُئِلَتْ عَائِشَةُ عَمَّا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَدْعُو بِهِ اللَّهَ قَالَتْ: كَانَ يَقُولُ: «الَّلهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ» (١).

وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ «الَّلهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ (٢) وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ (٣) وَجَمِيعِ سَخَطِكَ»، رَوَاهُماَ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ.

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هذَا الدُّعَاءَ كَماَ يُعَلِّمُهُمُ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ يَقولُ: «الَّلهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَأَعُوذ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْياَ وَالْمَماَتِ (٤)».

• عَنْ شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي تَعَوُّذًا أَتَعَوَّذُ بِهِ قَالَ: فَأَخَذَ بِكَتِفَيَّ فَقَالَ: «قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي وَمِنْ شَرِّ مَنِييِّ (٥)»، رَوَاهُماَ أَصْحَابُ السُّنَنِ (٦).


(١) ما عملت إن كان شرا فظاهرا وإن كان طاعة فمما يصحبه من العجب ونحوه، ومن شر ما لم أعمل بحفظي منه في المستقبل أو مما عمله غيري لئلا يصيبني منه قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً﴾.
(٢) التي يخلفها المرض.
(٣) فجاءة بضم فمد وفجأة كبغتة وزنا ومعنى.
(٤) فتنة الممات ما يعرض عند الموت وفي القبر، وفتنة المحيا كل ما يعرض للإنسان في حياته فيشمل الشر والبلاء في النفس والأولاد والأموال، وكل شيء بتقدير الله وإنما أمر الإنسان بالتعوذ من الفتنة ليخف عليه البلاء ويعظم أجره قال الله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ وقال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾.
(فائدة) حكمة البلاء الاختبار والامتحان فيظهر قوى الإيمان بالصبر والتجلد والالتجاء إلى الله تعالى والتوكل عليه فينال رفيع الدرجات قال الله تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ وقال تعالى في الحديث القدسي: "ما خلقت الخلق لأربح عليهم ولكني خلقتهم ليربحوا على" نسأله التوفيق لما يحب ويرضاه آمين والحمد لله رب العالمين.
(٥) شر السمع الاستماع لما يجوز شرعا، وشر البصر النظر لما لا يجوز، وشر اللسان التكلم بما لا يجوز، وشر القلب العيوب الباطنة كالكبر والعجب والحقد والحسد وإضمار السوء ونحوها، وشر المنى الزنا واللواط والاستمناء باليد منه أو من غيره.
(٦) بسندين حسنين.

<<  <  ج: ص:  >  >>