للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دِينِي الْإِسْلَامُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ هذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ (١)؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولَ اللَّهِ ، فَيَقُولَانِ: وَمَا يُدْرِيكَ (٢)؟ فَيَقُولُ: قَرأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ، فَذلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ﴾ فَيُناَدِي مُناَدٍ مِنَ السَّماَءِ أَنْ قَدْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ باَبًا إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ: فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهاَ وَطِيبِهاَ وَيُفْتَحُ لَهُ فِيهِ مَدَّ بَصَرِهِ (٣). وَإِنَّ الْكَافِرَ أَوِ الْمُناَفِقَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَعَادَتْ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ يَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي (٤) فَيَقُولَانِ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهُ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ: مَا هذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي قَالَ: فَيُناَدِي مُناَدٍ مِنَ السَّماءِ أَنْ كَذَبَ فَأَفْرِشُوهُ مِنَ النَّارِ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ النَّارِ وَافْتَحُوا لهُ باَبًا إِلَى النَّارِ قَالَ: فَيأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهاَ وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفُ فِيهِ أَضْلَاعُهُ ثُمَّ يُقَيَّضُ (٥) لَهُ أَعْمى أَبْكَمُ مَعَهُ مِرْزَبَّةٌ مِنْ حَدِيدٍ لَوْ ضُرِبَ بِهاَ جَبَلٌ لَصَارَ تُرَابًا فَيَضْرِبُهُ بِهاَ ضَرْبَةً يَسْمُعُهاَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ إِلا الثَّقَلَيْنِ فَيَصِيرُ تَرَابًا ثُمَّ تُعاَدُ فِيهِ الرُّوحُ»، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (٦) وَالنَّسَائِيُّ.


(١) وهو محمد .
(٢) بالذي أجبت به.
(٣) بوسع قبره حتى يكون بقدر ما يبصر، وفي رواية لمسلم: فيفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون، فيصير القبر كروضة من الجنة فيه من فرشها ولباسها، وروح وريحان من جنة نعيم، وهذا نعيم للروح فقط وإلا فالجسم يفنى ويبلى.
(٤) هاه هاه بسكون الهاء فيهما كلمة يقولها المتحير الذي لا يدري ما يقول.
(٥) أي يسخر الله له من الزبانية أعمى أبكم لئلا يشفق عليه ومعه مرزبة بتشديد الباء وتخفيفها وهي مطرقة من حديد لو ضرب بها جبلا لصار ترابا، فإذا ضربه مرة واحدة سمعها كل شيء إلا الإنس والجن وصار رمادا ومات ثم يحييه الله تعالى لهذا العذاب ثانيا وهكذا، فسؤال القبر يدور على ثلاثة أمور: السؤال عن الله تعالى والسؤال عن الدين والسؤال عن النبي ، اللهم وفقنا لأحسن جواب يا رحمن يا كريم يا حنان يا منان يا ذا الجلال والإكرام آمين.
(٦) في لزوم السنة بسند حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>