(١) والأول بسند حسن. (٢) فمن كان اهتمامه واشتغاله بالدنيا ونسي الآخرة شتت الله عليه أموره وجعل الفقر بين عينيه ولم يأته من دنياه إلا ما قدر له، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ﴾، ومن كان همه واشتغاله بالآخرة أكثر جمع الله أموره وجمله بالقناعة وبارك له في رزقه قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا﴾. (٣) الشرة كالهرة: النشاط، والفترة عدم النشاط، فإن كان صاحب الشرة والفترة اعتدل وتوسط في أموره للدنيا والأخرى فارجو له الخير وإن زاد في أموره فلا، ومنه حديث: بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا إلا من عصمه الله تعالى. وهذا لأن ما يوجب الإشارة يكون في الغالب مدخولا أي ليس خالصا لله تعالى. (٤) فمن تفرغ لعبادة الله كفاه الله كل شيء قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾، وفي الحديث الشريف: اعمل لوجه واحد يكفك الوجوه كلها. (٥) الثالث بسند حسن والثاني بسند صحيح. (٦) فالمفطر الشاكر لنعم الله تعالى بمنزلة الصائم الصابر، فشكره كصبر الصائم على صومه، والشكر المبالغة في الثناء على الله تعالى، بل والاعتراف بالعجز عن شكره كقوله ﷺ: وهو ساجد: سبحانك لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك. وروى أن الله تعالى قال لداود ﵇: اشكرني يا داود على نعمي قال: يا رب كيف لي بشكرك وتوفيقك لي على الشكر نعمة جديدة منك علي فكيف لي بشكرها قال الله: الآن شكرتني، وقيل كمال الشكر استعمال النعم كلها فيما يرضيه تعالى جسمانية أو روحانية أو مالية نسأل الله التوفيق.