للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ (١).

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ يَوْمًا (٢) فَقَالَ: «يَا غُلَامُ إنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ»: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ (٣) احْفَظ اللَّهِ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ (٤) إذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ (٥) وَإذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ (٦) وَاعْلَمْ أنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمُعَتْ عَلَى أنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ (٧).

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٨).

• عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «دَعْ مَا يَرِيُبكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ فَإنَّ اصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ وَإنِّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ (٩)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَحْمَدُ وَابْنُ حِبَّانَ (١٠).

• عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ الأَمَانِيَّ (١١)»،


(١) بسند صحيح.
(٢) على بغلة له.
(٣) احفظ أوامره ونواهيه بحفظك ومن تبعك من كل شيء.
(٤) أي أمامك فأينما دعوته وجدته وفي رواية: احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة.
(٥) لأن كل شيء بيده تعالى فإن كان المسئول عند الله فقط كالتوفيق والهداية والعلم فاطلبه من الله تعالى، وإن كان المسئول عند الناس كالأمور الدنيوية فاطلب من الله أن يسخر قلوبهم لك ثم سلمهم بعد ذلك.
(٦) لأنه القادر على كل شيء.
(٧) فكل الخلائق لا يمسونك بأي شيء خيرا أو شرا أرادوه لك إلا إذا قدره الله لك، فاطلب الأمور بعزة وتوكل في سعيك على الله تعالى فإن القدر لك لابد يأتيك.
(٨) بسند حسن.
(٩) يريبك بفتح الياء أشهر من ضمها، وهذا من الريب وهو الشك أي اترك ما تشك في كونه حسنا أو قبيحا أو حلالا أو حراما قولا أو فعلا إلى ما تتيقن حله وحسنه فإن الصدق في كل شيء تطمئن له النفس ويسكن له القلب والكذب يقلق ويضطرب منه القلب، ومنه ما سبق في أول البيوع: فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام.
(١٠) بسند صحيح.
(١١) الكيس كقيم: العاقل وقد كاس يكيس كيسا إذا تبصر في الأمور وتفكر في عواقبها، والعاجز: الجاهل الأحمق الذي لم يفكر في عواقب الأمور، فالكيس من حاسب نفسه فقهرها وألزمها حدود الله تعالى وعمل للآخرة، والأحمق من ترك نفسه في هواها من المحرمات وتمنى على الله أن يعفو عنه، فهو مع تفريطه لا يعتذر إلى ربه الذي قال: كيف أجود برحمتي على من بخل بطاعتي. قال عمر : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتزينوا للعرض الأكبر، وإنما يخف=

<<  <  ج: ص:  >  >>