للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحمه الله تعالى قال: الولي من أيد بالكرامات وغيب عنها (١).

وروى أبو الحسن بن جهضم عن أبي محمَّد الجريري رحمه الله تعالى قال: من لم تكن فيه خصلتان فلا يطمع في الولاية: نزاهة طبع، وخلقه ظرف.

قلت: نزاهة الطبع طهارته ونظافته من الأخلاق السيئة والخلال القبيحة، فإما أن يكون ذلك في أصل الطبع والجبلة كحال ابني الخالة عيسى ويحيى عليهما السلام.

وإما أن يكون ذلك مخالفًا لطبعه، وهو أعظم أجرًا من الأول لأنه في جهاد، ولا يعذر في موافقة طبعه المخالف لما أمر به كما قال أبو القاسم الجنيد رحمه الله تعالى: الإنسان لا يعاب بما في طبعه، إنما يعاب إذا فعل ما في طبعه. رواه أبو نعيم (٢).

والمراد بالظرف ما رواه ابن جهضم عن الجنيد رحمه الله تعالى: أن رجلًا وقف عليه في حلقته فقال له: جئتك من أقصى خراسان في مسألة.

فقال له: سل.

فقال له: ما الظرف؟

فأطرق أبو القاسم رأسه، ثم قال: الاجتناب لكل خلق دنِيٍّ،


(١) رواه السلمي في "طبقات الصوفية" (ص: ١٠٧).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١٠/ ٢٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>