للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك قال: "لَقَدْ تَرَكْتُمْ بِالْمَدِيْنَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيْرًا وَلا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ، وَلا قَطَعْتُمْ مِنْ وَادٍ إِلا وَهُمْ مَعَكُمْ"، قالوا: يا رسول الله! وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ قال: "حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ". رواه أبو داود (١).

وعند البخاري نحوه، وقال: "حَبَسَهُمُ العُذْرُ" (٢).

وروى مسلم عن جابر - رضي الله عنه - قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزاة فقال: "إِنَّ بِالْمَدِيْنَةِ لَرِجَالاً مَا سِرْتُمْ مَسِيْراً، وَلا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلا كَانُوْا مَعَكُمْ".

وفي لفظ: "إِلا شَارَكُوْكُمْ (٣) فِي الأَجْرِ؛ حَبَسَهُم الْمَرَضُ" (٤).

وإمَّا لأنه في زمان يغلب فيه الشر وأهله، والحاملون عليه، وتغلب فيه الشهوة ودواعيها، ويقل فيه الخير وأهله، والحاملون عليه، كما في حديث عائشة رضي الله عنها: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "غَشِيَتْكُمُ السَّكْرَتَانِ: حُبُّ العَيْشِ، وَحُبُّ الْجَهْلِ؛ فَعِنْدَ ذَلِكَ لا يَأْمُرُوْن بِالْمَعْرُوْفِ، وَلا يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَالقَائِمُوْنَ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ كَالسَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ مِنَ الْمُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ"؛ أي: وإن قصروا عن أعمالهم وأحوالهم يعطون أجورهم.


(١) رواه أبو داود (٢٥٠٨) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، إلا أنه قال: "حبسهم العذر".
(٢) رواه البخاري (٤١٦١) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
(٣) عند مسلم: "شركوكم" بدل "شاركوكم".
(٤) رواه مسلم (١٩١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>