للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التشبه بهؤلاء، وقد وقعت الإشارة إلى هذا المعنى في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: ٥٥]؛ أي: وسبيل المؤمنين؛ على حد قوله: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} [النحل: ٨١]؛ أي: والبرد.

وقوله: {وَلِتَسْتَبِينَ} [الأنعام: ٥٥] متعلق بفعل محذوف تقديره: وفعلنا ذلك لتستبين.

وقيل: هو معطوف على محذوف تقديره: ليظهر الحق، ولتستبين سبيل المجرمين؛ أي: وسبيل المؤمنين، كما عرفت.

أو يقال: إذا استبان سبيل المجرمين فقد استبان سبيل المؤمنين بطريق اللزوم.

وفي الاقتصار على ذكر استبانة سبيل المجرمين مع أن استبانة سبيل المؤمنين أمر مقصود - أيضا -، إشارة إلى الاهتمام باستبانة سبيل المجرمين أكثر من استبانة سبيل المؤمنين؛ لأن تجنب المحظور أعظم، وأشد من فعل المأمور به؛ إذ للنفس وَلَع بما منعت منه، فاجتنابه أشد عليها من فعل ما أمرت به، ومن ثَمَّ جاء في الحديث: "اتَّقِ الْمَحارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ" (١).


(١) رواه الترمذي (٢٣٠٥) عن أبي هريرة، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان، والحسن لم يسمع عن أبي هريرة شيئاً، هكذا رُوي عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد، قالوا: لم يسمع =

<<  <  ج: ص:  >  >>