للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى ابن حبان في "صحيحه" عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذَا أَصْبَحَ إِبْلِيْسُ بَثَّ جُنُوْدهُ وَقَالَ: مَنْ أَخَذَ الْيَوْمَ مُسْلِمَا ألبَسْتُهُ التَّاجَ، قَالَ: فَيَجِيْءُ هَذَا فَيقُوْلُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى طَلَّقَ امْرَأتهُ، فَيقُوْلُ: يُوْشِكُ أَنْ يتَزَوَّجَ، قَالَ: وَيَجِيْءُ هَذا فَيقُوْلُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى عَقَّ وَالِدَيهِ، فَيقُوْلُ: يُوْشِكُ أَنْ يَبَرَّهُمَا، وَيجِيءُ هَذَا فَيقُوْلُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى أَشَرَكَ، فَيَقُوْلُ: أَنْتَ أَنْتَ، وَيجِيْءُ هَذَا فَيَقُوْلُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قتَلَ، فَيَقُوْلُ: أَنْتَ أنتَ، وَيُلْبِسهُ التَّاجَ" (١).

وفي هذا الحديث: أن من أخلاق هذا الخبيث وأعماله السعي في التفريق بين الزوجين، وفي عقوق الوالدين، وهذا الثاني من الكبائر، والأول أبغض الحلال إلى الله تعالى؛ لما رواه أبو داود، وابن ماجه، وصححه الحاكم، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَبْغَضُ الْحَلالِ إِلَى اللهِ الطَّلاقُ" (٢).

وقد يكون الطلاق حراماً كطلاق البدعة.

وربما ترتب على الطلاق أمور قبيحة كالظلم في المهر، أو في المتعة، أو في النفقة، والوقوع في العرض من أحد الزوجين، وربما


(١) رواه ابن حبان في "صحيحه" (٦١٨٩)، وكذا الحاكم في "المستدرك" (٨٥٢٧).
(٢) رواه أبو داود (٢١٧٨)، وابن ماجه (٢٠١٨)، والحاكم في "المستدرك" (٢٧٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>