للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال الرجل: لقد استشرت تسعة وتسعين رجلًا ما فيهم أعقل منك.

قال: أنا الذي أرادت بنو إسرائيل أن يستقضوني، ففعلت هذا كيما أنجو منهم (١).

وأحسب في غير هذه الرواية أنه قال: أراد بنو إسرائيل أن يذبحوني، ففررت من الذبح.

قيل: كيف يذبحونك؟

قال: أرادوا أن يولُّوني القضاء.

وقد اتفق التحامق فرارًا من ولاية القضاء لبعض هذه الأمة.

قال عبد الرحمن بن مهدي: أجبر أمير المؤمنين؟ يعني: أبا جعفرٍ، سفيانَ -يعني: الثوري- على القضاء، فتحامق عليه ليخلص نفسه منه. رواه أبو نعيم (٢).

وفرار سفيان من ولاية القضاء من بلد إلى بلد، واستخفاؤه مشهور.

وقال مسعر بن كدام رحمه الله تعالى: دعاني أبو جعفر ليوليني فقلت: أصلح الله الأمير! إن أهلي ليرددوني على أن أشتري الشيء بدرهمين، فأقول: أعطوني أشتر لكم، فيقولون: لا والله، لا نرضى


(١) رواه المعافى بن زكريا في "الأنيس الصالح والجليس الناصح" (ص: ٤٧١).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٧/ ٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>