للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت: لا أقبل ذلك، أنا آخذ الجارية فأصيرها في موضع لا يصل إليها مخلوق، وأحفظها حتى يكون ذلك الوقت الذي ذكرت أنهما يجتمعان فيه.

فقال سليمان عليه السلام: اذهبي وخذي الجارية، وتحرزي بما قدرت، فإذا كان ذلك الوقت آمرك أن تجيئي أنت بالجارية، ونجيء نحن بالغلام.

فانطلقت العنقاء، فاحتملت الجارية حتى صيرتها في جزيرة من جزائر البحر، وكان في تلك الجزيرة جبل عظيم في رأسه قلة لا يصل إليها مخلوق، وفي ذلك الرأس كهف، فصيرت الجارية في ذلك الكهف، ثم جعلت تختلف إليها حتى كبرت وشبت، وصارت امرأة.

ثم إن الغلام لم يزل يشب وينشأ حتى صار رجلاً، فركب في البحر سفينة ومعه فرس، فلما انتهى إلى تلك الجزيرة، كسر به المركب، فخرج هو وفرسه إلى تلك الجزيرة، وغرقت السفينة فلم ينج منها أحد غيره، فبينما هو يدور في تلك الجزيرة إذ رفع رأسه فبصر بالجارية وبصرت به، فدنا منها، وكلمها وكلمته، فأخذ بقلبها وأخذت بقلبه، فمكثا يطيلان الحيلة كيف يصل كل واحد منهما إلى صاحبه، فقالت الجارية: إن التي ربتني طير عظيم الشأن، وليس لك حيلة تصل بها إلي الآن إلا أن تذبح فرسك، ثم ترمي بما في جوفه في البحر، وتدخل أنت فيه، فإنها إن أبصرتك قتلتك، فإني سأسألها أن تحمل الفرس إلي، فإذا فعلت صرت عندي.

<<  <  ج: ص:  >  >>