للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدهما: فعيل بمعنى مفعول، وهو من يتولى الله سبحانه أمره.

قال تعالى: {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف: ١٩٦]، فلا يكله إلى نفسه لحظة، بل يتولى الحق رعايته.

والثاني: فعيل مبالغة من الفاعل، وهو الذي يتولى عبادة الله بطاعته، فعبادته تجري على التوالي من غير أن يتخللها عصيان.

قال: وكذا الوصفين واجب حتى يكون الولي ولياً يجب قيامه بحقوق الله على الاستقصاء والاستيفاء، ودوام حفظ الله إياه في السراء والضراء.

قال: ومن شرط الولي أن يكون محفوظا كما أن من شرط النبي أن يكون معصوماً، وكل من كان للشرع عليه اعتراض فهو مغرور مخدوع.

قال: وسمعت الأستاذ أبا علي الدقاق رحمه الله تعالى يقول: قصد أبو يزيد البسطامي رحمه الله تعالى بعض من وُصف بالولاية، فلما وافى مسجده قعد ينتظر خروجه، فخرج الرجل وتنخم في المسجد، فانصرف أبو يزيد ولم يسلم عليه، وقال: هذا رجل غير مأمون على أدب من آداب الشريعة؛ فكيف يكون أمينا على أسرار الحق؟ انتهى (١).

وذكر نحو ذلك في "عيون الأجوبة"، وزاد فيه: إن الولي من حيث الاستحقاق -يعني: للولاية- من يكون لربه ولا يكون لنفسه.

قال: ومعناه سقوط حظوظه، وقيام حقوق الحق بعد زوال نفسه


(١) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ٢٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>