للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما قيل: [من الوافر]

فَسِرْتُ إِلَيْكَ في طَلَبِ الْمَعالِي ... وَسارَ سِوايَ في طَلَبِ الْمَعاشِ (١)

وقد علمت من كلامنا السابق أن الولاية لا تتم إلا بولاية الله تعالى للعبد، فإذا تولى الله العبد تولى العبد طاعة الله تعالى فصار ولياً.

وهذا معنى قوله: وكذا الوصفين واجب حتى يكون الولي وليا.

وذكر في "التحبير": من علامات من يكون الحق وليّه أن يصونه ويمونه، ويعينه على قلبه في كل نفس بتحقيق آماله عند إشارته، وتعجيل مآربه عن خطراته، وأن يديم توفيقه حتى لو أراد سوءًا أو قصد محذوراً عصمه عن ارتكابه، ولو مال إلى تقصير في طاعته لم يتسهل له، بل ينقلب ذلك توفيقا وتأييدًا، وأن يرزقه مودة في قلوب أوليائه تجلب له زيادة الإفضال والإنعام من الله عز وجل.

قلت: وقد أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يستنصر بتولي الله تعالى له، فقال تعالى: {قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (١٩٥) إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف: ١٩٥، ١٩٦]؛ أي: الذي يتولى نصرتي وحفظي الله، فالولي بمعنى الناصر والحفيظ، فإذا تولى الله العبد وفقه لولايته فيكون ناصرًا لله تعالى ولأمره، حفيظا لحقوقه وحقوق


(١) انظر: "تفسير القشيري" (١/ ٤٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>