للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلقه، فإذا كان كذلك زاده الله تعالى نصرة وحفظًا وتوفيقاً.

قال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج: ٤٠].

وقال: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: ٧].

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. لابن عباس رضي الله تعالى عنهما: "احْفَظِ الله يَحْفَظْكَ، احْفَظِ الله تَجِدْهُ تُجاهَكَ" (١).

فالغالب على الولي في حال صحوه كما قال القشيري في باب كرامات الأولياء من "رسالته" صدقُه في أداء حقوق ربه سبحانه، ثم رفقه والشفقة على الخلق في جميع أحواله، ثم انبساط رحمته لكافة الخلق، ثم دوام تحمله عنهم بجميل الخلق، وانتدابه لطلب الإحسان من الله إليهم من غير التماس منهم، وتعليق الهمة تجاه الخلق، وترك الانتقام منهم، والتوقي عن استشعار حقه عليهم مع قصر اليد عن أموالهم، وترك الطمع بكل وجه فيهم، وقبض اللسان عن بسطه بالسوء فيهم، والتصاون عن شهود مساوئهم، وترك الانتقام منهم، ولا يكون خصماً لأحد في الدنيا والآخرة (٢).

هذا ما ذكره القشيري، ويستثنى من قوله: وترك الانتقام منهم والتوقي عن استشعار حقه عليهم: ما لو انتهكت محارم الله؛ فيجب الغضب عند ذلك على المنتهك من حيث جرأتُه على الله تعالى، لا من


(١) تقدم تخريجه.
(٢) انظر: "الرسالة القشيرية" (١/ ٣٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>