للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من بينهما للهولى؛ أي: يجيبه إلى أوامره.

ونقل القشيري عنه قال: حظوظ الأولياء مع تباينها من أربعة أسماء، وقيام كل طائفة منهم من اسم منها؛ وهي الأول، والآخر، والظاهر، والباطن، فمن فني عنها بعد ملابستها فهو الكامل التام.

فمن كان حظه من اسمه الظاهر لاحظ عجائب قدرته.

ومن كان حظه من اسمه الباطن لاحظ ما جرى في السرائر من أنواره.

ومن كان حظه من اسمه الأول كان شغله بما سبق.

ومن كان حظه من اسمه الآخر كان مرتبطاً بما يستقبله.

وكلٌّ كوشف على قدر طاقته إلا من تولاه الله ببره وقام عنه بنفسه (١).

قال القشيري رحمه الله تعالى: هذا الذي قاله أبو يزيد يشير إلى أن الخواص من عباده سبحانه ارتفعوا عن هذه الأقسام، فلا العواقب هم في ذكرها, ولا السوابق هم في فكرها, ولا الطوارق هم في أسراها.

قال: وكذا أصحاب الحقائق يكونون محواً عن نعوت الخلائق.

قال الله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ} [الكهف: ١٨] , انتهى (٢).


(١) انظر: "تفسير السلمي" (١/ ٣٠٦).
(٢) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ٢٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>