للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وسئل الواسطي رحمه الله تعالى: كيف يغذى الولي في ولايته؟

قال: في بدايته بعبادته، وفي كهولته بستره بلطافته، ثم يجذبه إلى ما سبق له من نعوته وصفاته، ثم يذيقه طعم قيامه به في أوقاته.

قال: وقال الخرّاز رحمه الله تعالى: إذا أراد الله أن يوالي عبدًا من عبيده فتح عليه باب ذكره، فإذا استلذ الذكر فتح عليه باب القرب، ثم رفعه إلى مجالس الأنس، ثم أجلسه على كرسي التوحيد، ثم رفع عنه الحجب، وأدخله دار الفردانية، وكشف عنه الجلال والعظمة، فإذا وقع بصره على الجلال والعظمة بقي بلا هو، فحينئذ صار العبد زمِناً فانيًا، فوقع في حفظه سبحانه، وبرئ من دعاوى نفسه (١).

وقال في باب الذكر: سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق رحمه الله تعالى يقول: الذكر منشور الولاية؛ فمن وفق للذكر فقد أعطي المنشور، ومن سلب الذكر فقد عزل (٢).

وقال جدي رضي الدين رضي الله تعالى عنه في "ألفيته" في معناه: [من الرجز]

وَالذِّكْرُ مِنْهُ مَدَدُ الكَرامَة ... وَهْوَ عَلى وِلايَةٍ عَلامَة

ويؤيده ما رواه الشيخان، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه عن


(١) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ٢٩٥).
(٢) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ٢٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>