للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القشيري: وقال أبو عثمان المغربي: الولي قد يكون مشهوراً، ولكن لا يكون مفتونًا.

قال: وقال يحيى بن معاذ: الولي لا يرائي ولا ينافق، وما أقل صديق من كان هذا خلقه.

قال: وقال أبو علي الجوزجاني: الولي هو الفاني في حاله، الباقي في مشاهدة الحق، تولى الله سياسته (١) فتوالت عليه أنوار التولي، لم يكن له عن نفسه أخبار ولا مع غيره قرار (٢).

قال: وقال يحيى بن معاذ. الولي ريحان الله في الأرض يشمه الصديقون، فتصل رائحته إلى قلوبهم، فيشتاقون به إلى مولاهم، ويزدادون عبادة على تفاوت أخلاقهم (٣).

قلت: وهذا من معاني قوله - صلى الله عليه وسلم - في الأولياء: "الَّذِينَ يُذْكَرُ اللهُ لِرُؤْيتهِمْ أَوْ بِذِكْرِهِمْ" كما تقدم.

قال القشيري: وقال يحيى في صفة الأولياء: هم عباد تسربلوا بالأنس بعد المكابدة، واعتنقوا الرَّوح بعد المجاهدة بوصولهم إلى مقام الولاية (٤).


(١) في "الرسالة": "أسبابه" بدلًا "سياسته".
(٢) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ٢٩٤).
(٣) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ٢٩٥).
(٤) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ٢٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>