للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما في الدنيا فالولي يكون بين ظهرانيهم وهم يحسبونه كواحد منهم، وهو مشاهد لمولاه ملاحظ لرضاه.

وأما في الآخرة فالولي يراه من يراه فيما يكون فيه بظاهره، ولا يعلمون ما بينه وبين الله من القرب والمسارة.

بل من أولياء الله تعالى من يستره الله تعالى في الدنيا بما يخيِّله إلى حُسَّاده من الركون إليها والعكوف عليها، والعصيان فيها، وهو فيما بينه وبين الله تعالى في طاعة (١).

وفي المعنى قلت: [من الهزج]

يَلُومُوني على فِعْلِي ... بِفَرْطِ اللَّوْمِ وَالعَتَبِ

وَلا يَدْرُونَ ما بَيْني ... وَبَيْنَ اللهِ في قَلْبِي

تَرانِي مُبْعِداً عَنْهُ ... وَإِنِّي مِنْهُ في قُرْبِ

وروى [القشيري عن] النصرآبادي قال: ليس للأولياء سؤال، إنما هو الذبول والخمود.

قال: نهايات الأولياء بدايات الأنبياء عليهم السلام (٢).


(١) تقدم للمؤلف رحمه الله نقده لمن يخيل للناس هذه الأفعال، وأنها ليست من سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - في شيء.
(٢) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ٢٩٤)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (٧/ ١٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>