للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول من لؤي بن غالب، ثم أنشأ يقول: [من السريع]

عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَأَنْحاسِها ... وَشَدِّها الْعِيْسَ بِأَحْلاسِها

تَهْوِيْ إِلَىْ مَكَّةَ تَبْغِيْ الْهُدَىْ ... ما مُؤْمِنُوْها مِثْلُ أَرْجاسِها

فَانْهَضْ إِلَىْ الصَّفْوَةِ مِنْ هاشِمٍ ... وَاسْمُ بِعَيْنَيْكَ إِلَىْ راسِها

ثم أنبهني، وأفزعني، وقال: يا سواد بن قارب! إن الله تعالى بحث نبياً، فانهض إليه تَهْتَدِ وترشد، فلما كانت الليلة الثانية أتاني فأنبهني، ثم أنشأ يقول: [من السريع]

عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَتَطْلابِها ... وَشَدِّها الْعِيْسَ بِأَقْتابِها

تَهْوِيْ إِلَىْ مَكَّةَ تَبْغِيْ الْهُدَىْ ... لَيْسَ قُداماها كَأَذْنابِها

فَانْهَضْ إِلَىْ الصَّفْوَةِ مِنْ هاشِمٍ ... ما صادِقُ الْجِنِّ كَكَذَّابِها

فلمَّا كان في الليلة الثالثة أتاني فأنبهني، ثم أنشأ يقول: [من السريع]

عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَتَخْبارِها ... وَشَدِّها الْعِيْسَ بِأَكْوارِها

تَسْعَىْ إِلَىْ مَكَّةَ تَبْغِيْ الْهُدَىْ ... لَيْسَ ذَوُوْ الشَّرِّ كَأَخْيارِها

فَانْهَضْ إِلَىْ الصَّفْوَةِ مِنْ هاشِمٍ ... ما مُؤْمِنُ الْجِنِّ كَكُفَّارِها

قال: فلما سمعته تكرر ليلة بعد ليلة دخل في قلبي حب الإسلام، فانطلقت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأني قال: "مَرْحَبًا بِكَ يا سَوادُ بْنُ قارِبٍ، قَدْ عَلِمْنا ما جاءَ بِكَ"، قلت: يا رسول الله! قد قلت شعراً، فاسمعه مني، فقلت: [من الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>