للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِذْ يُذْكَرُ اللهُ عَلَىْ الأَمْيالِ ... وَفِيْ سُهُوْلِ الأَرْضِ وَالْجِبالِ

وَصارَ كَيْدُ الْجِنِّ فِيْ سَفالِ ... إِلاَّ التُّقَىْ وَصالِحَ الأَعْمالِ

فقلت له:

يا أَيُّها الْقائِلُ ما تَقُوْلُ ... أَرَشَدٌ عَنْكَ أَمْ تَضْلِيْلُ

فقال:

هَذا رَسُوْلُ اللهِ ذُوْ الْخَيْراتِ ... جاءَ بِيَاسِيْنَ وَحامِيْماتِ

وَسُوَرٍ بَعْدُ مُفَصَّلاتِ ... يَأْمُرُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ

وَيَزْجُرُ الأَقْوامَ عَنْ هِنَاتَ ... قَدْ كُنَّ فِيْ الأَيَّامِ مُنْكَراتِ

فقلت له: من أنت؟ قال: مالك بن مالك الجني، بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جن نجد، فقلت: أما لو كان لي من يؤدي إبلي هذه إلى أهلي لأتيته حتى أسلم، قال: أنا أؤديها، فركبت بعيراً منها، ثم قدمت فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، فلما رآني قال: "ما فَعَلَ الرَّجُلُ الَّذِيْ ضَمِنَ لَكَ أَنْ يُؤَدِّيَ إِبِلَكَ؟ أَما إِنَّهُ قَدْ أَدَّاها" (١).

وذكر ابن خميس في "مناقب الأبرار"، والدميري في "حياة الحيوان" عن الجنيد رحمه الله تعالى قال: سمعت سرياً السقطي رحمه الله تعالى يقول: كنت مرة في البادية فأواني الليل إلى جبل لا أنيس فيه، فلما تهور


(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٤١٦٥)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١٦/ ٣٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>