للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجلسه ذهب إلى خطه فإذا الخط قد ذهب وتشمر إلى السقف، وإذا هو لا يبلغه، فخر ساجدًا وهو يقول: يا رب! شيئًا لم أتعمده ولم أرده؛ فبينه لي.

فقيل له: أتحسبن أن الله لم يطلع على جور قلبك حيث أحببت أن يكون الحق لصديقك فتقضي له به؟ قد أردته وأحببته، ولكن الله قد ردَّ الحق إلى أهله وأنت لذلك كاره (١).

وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "من عاش بعد الموت" عن عطاء الخراساني قال: استقضي رجل من بني إسرائيل أربعين سنة، فلما حضرته الوفاة قال: إني أرى أني هالك في مرضي هذا، فإن هلكت فاحبسوني عندكم أربعة أيام، أو خمسة أيام، فإن رابني منكم شيء فلينادني رجل منكم، فلما قضى جعل في تابوت، فلما كان بعد ثلاثة أيام آذاهم بريحه، فناداه رجل منهم: يا فلان! ما هذا الريح؟ فأذن له فتكلم، فقال: قد وليت القضاء فيكم أربعين سنة، فما رابني شيء إلا رجلان أتياني، وكان لي في أحدهما هوى، فكنت أسمع منه بأذني التي تليه أكثر مما أسمع بالأخرى، فهذه الريح منها، فضرب الله على أذنه فمات (٢).

ومن لطائف الأقضية في هذه الأمة: ما روى أبو نعيم عن إبراهيم


(١) رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (٢/ ١٧٩).
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "من عاش بعد الموت" (ص: ٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>