للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدنيا, ولم يُطْغِه الهوى.

واعلم أنه لم يتزين لي العباد بزينة هي أبلغ فيما عندي من الزهد في الدنيا؛ فإنه زينة المتقين، عليهم منه لباس يعرفون به من السكينة والخشوع، سيماهم في وجوههم من أثر السجود، أولئك هم أوليائي حقًا، فإذا لقيتهم فاخفض لهم جناحك، وذلل لهم قلبك ولسانك.

واعلم أن من أهان لي ولياً، أو أخافه فقد بارزني (١) بالمحاربة، وبادأني وعرض لي نفسه، ودعاني إليها، وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي، أفيظن الذي يحاربني أن يقوم بي، أَوَيظن الذي يحاددني أو يعاديني أن يعجزني، أَوَيظن الذي يبارزني أن يسبقني أو يفوتني؛ كيف وأنا الثائر لهم في الدنيا والآخرة، لا أكِلُ نصرتهم إلى غيري (٢).

وذكر حجة الإِسلام أبو حامد الغزالي في "الإحياء" أن ابن لقمان قال لأبيه: يا أبت! أي الخصال من الإنسان خير؟

قال: الدين.

قال: فإذا كانتا اثنتين؟

قال: الدين، والمال.

قال: فإذا كانت ثلاثًا؟


(١) في "أ" و "ت": "بارزته".
(٢) رواه الإِمام أحمد في "الزهد" (ع: ٦٤)، وابن أبي الدنيا في "الأولياء" (ص: ٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>