للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجلًا يسأل وهبًا (١) -يعني: ابن منبه- في المسجد الحرام، فقال: حدثني عن زبور داود عليه السلام.

فقال: وجدت في آخره ثلاثين سطراً: يا داود! اسمع مني والحق أقول؛ من لقيني وهو يحبني أدخلته جنتي.

يا داود! اسمع مني والحق أقول؛ من لقيني وهو مستحي من معاصيَّ أنسيت حفظَتَه ذنوبه.

يا داود! اسمع مني والحق أقول؛ لو أن عبدًا من عبادي عمل حشو الدنيا ذنوبًا، ثم ندم حلب شاة، واستغفرني مرة واحدة، فعلمت من قلبه أنه لا يريد أن يعود إليها، ألقيتها عنه أسرع من هبوط (٢) المطر من السماء على الأرض.

يا داود! اسمع مني والحق أقول؛ لو أن عبدًا من عبادي أتاني بحسنة واحدة حكمته في جنتي.

قال داود عليه السلام: إلهي! من أجل ذلك لا يحل لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك.

قال: يا داود! إنما يكفي أوليائي اليسير من العمل كما يكفي الطعام القليل من الملح.

هل تدري يا داود متى أتولاهم؟ إذا طهروا قلوبهم من الشرك،


(١) في "أ" و "ت": "عن وهبًا".
(٢) في "أ" و "ت": "هبط".

<<  <  ج: ص:  >  >>