وجملة «يمسّنّ»: لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة «كفروا»: لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
[الفوائد]
آداب الخطاب..
لقد بلغ القرآن الكريم المنتهى في أسلوب الخطاب والتوجيه واستجاشة النفس ودعوتها إلى الإيمان وتحريك نوازع الخير فيها وفي هذه الآية دليل على ذلك فقال تعالى:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ} ولم يقل لقد كفر النصارى وهو تحريك لنفوسهم حتى يرجعوا عن الكفر، وعدم جرح كرامتهم، بل بيان لبطلان قولهم وأنه كفر بالله عز وجل وختمت الآية بقوله تعالى:{وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ} ففي قوله ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم فتح لباب التوبة على مصراعيه وأن الذين يصرون على الكفر هم المعذبون فقط وهذا الكلام أروع الكلام لخطاب النفس وردها الى جادة الصواب.