أن هذه البئر نزل عليها نبي الله صالح، مع أربعة آلاف نفر، ممن آمنوا معه، وقد نجاهم الله تعالى من العذاب. وقد بنوا لهم بلدة، وأقاموا بها زمانا، ثم كفروا وعبدوا الأوثان، وقتلوا رسول الله الذي أرسل إليهم، فأهلكهم الله، وعطّل بئرهم، وخرب قصورهم.
وثانيهما: أن هذا البئر، وذاك القصر، هما عامان، أي كم من قرية أهلكتها، وكم من بئر عطلناها، وكم من قصر مشيد تفرق عنه ساكنوه.
(الهمزة) للاستفهام بمعنى الأمر (الفاء) عاطفة (في الأرض) متعلّق ب (يسيروا)، (الفاء) فاء السببيّة (تكون) مضارع ناقص-ناسخ- منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (قلوب) اسم تكون مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أن تكون..) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من الكلام المتقدّم أي: أثمّة سير في الأرض فوجود قلوب عاقلة... (١).
(بها) متعلّق ب (يعقلون) و (بها) الثاني متعلّق ب (يسمعون)، (الفاء) تعليليّة، والضمير في (إنّها) هو ضمير الشأن اسم إنّ (لا) نافية (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك مهمل (التي) اسم موصول في محلّ رفع نعت للقلوب (في الصدور) متعلّق بمحذوف صلة الموصول التي
(١) يجوز أن يكون التقريع بعطف منفيّ على المنفيّ أي أثمّة عدم سير فعدم وجود قلوب عاقلة..