فإذا اعتبرنا أن حذف المضاف إليه من المنادي المضاف يعامل معاملة الاسم المرخم في النداء.
عندئذ نقول فيه لغتان إما أن نقول:
ربّ: فكأننا لم نلحظ وجود المضاف المحذوف مطلقا وهي لغة من لا ينتظر.
أو نقول:
ربّ: بالكسر، كما في الآية التي بين أيدينا وإبقاء الكسرة إشارة واضحة إلى الياء المحذوفة. وهذه لغة من ينتظر.
واللغتان جائزتان لدى جمهور النحاة.
{اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ (٩٦)}
الإعراب:
(بالتي) متعلّق ب (ادفع)، والموصول المجرور هو نعت لمنعوت محذوف في الأصل أي الخصلة التي.. (السيّئة) مفعول به عامله ادفع (ما) حرف مصدريّ (١).
والمصدر المؤوّل (ما يصفون...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم).
جملة: «ادفع...» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هي أحسن...» لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: «نحن أعلم...» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يصفون...» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
[البلاغة]
عدول عن مقتضى السياق لسرّ بليغ:
في قوله تعالى «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ» وهو أبلغ من أن يقال: بالحسنة
(١) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute