ملخصة مبينة، لا تعقيد يعتري الفكر في طلب المراد، ولا التواء يشكّك الطريق إلى المرتاد. ومن جهة الفصاحة اللفظية، فألفاظها على ما ترى عربية مستعملة، سليمة عن التنافر، بعيدة عن البشاعة، عذبة على العذبات، سلسة على الأسلات، كل منها كالماء في السلاسة، وكالعسل في الحلاوة، وكالنسيم في الرقة؛ ومن ثم أطبق المعاندون على أن طوق البشر قاصر عن الإتيان بمثل هذه الآية. ولله درّ شأن التنزيل، لا يتأمل العالم آية من آياته إلا أدرك لطائف لا تسع الحصر، ولا تظنّن الآية مقصورة على المذكور، فلعلّ المتروك أكثر من المسطور.
(الواو) استئنافيّة (نادى نوح ربّه) مثل نادى نوح ابنه (١)، (الفاء) عاطفة (قال) فعل ماض، والفاعل هو (ربّ) منادى مضاف منصوب، حذف منه أداة النداء، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ابني) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) مضاف إليه (من أهل) جارّ ومجرور بخبر إنّ و (الياء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (إنّ وعدك) مثل إنّ ابني، والفتحة ظاهرة (الحقّ) خبر إنّ مرفوع (الواو) عاطفة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أحكم) خبر مرفوع (الحاكمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء جملة: «نادى نوح...» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة:«قال...» لا محلّ لها معطوفة على جملة نادى وهو عطف تفسير أو تفصيل.