للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (عنكم) متعلّق ب‍ (نضرب) بتضمينه معنى نمسك أو نعرض (صفحا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في المعنى (١)، (أن) حرف مصدريّ..

والمصدر المؤوّل (أن كنتم قوما..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب‍ (نضرب) أي لأن كنتم (٢)

الصرف:

(صفحا)، مصدر صفح الثلاثيّ وزنه فعل بفتح فسكون.

[البلاغة]

١ - فن التناسب: في قوله تعالى «وَالْكِتابِ الْمُبِينِ: إِنّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» في هذه الآية الكريمة أقسم الله تعالى بالقرآن، وإنما يقسم بعظيم، ثم جعل المقسم عليه تعظيم القرآن بأنه قرآن عربي مرجو به أن يعقل به العالمون، أي: يتعقلوا آيات الله تعالى، فكان جواب القسم مصححا للقسم.

وهذا ما يسمى بفن التناسب، فقد حصل التناسب بين القسم والمقسم به، لأنهما شيء واحد.

٢ - الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ».

فقد استعار لفظ الأم للأصل، وهو اللوح المحفوظ، ذلك هو المشبه المحذوف.

وهذه الاستعارة من أجل تمثيل ما ليس بمرئي حتّى يصير مرئيا؛ والإفادة من هذه الاستعارة هي الظهور، لأن الأم أظهر للحس من الأصل.

٣ - الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ».

أي أفننحيه ونبعده عنكم، على سبيل الاستعارة التمثيلية، من قولهم «ضرب الغرائب عن الحوض»، حيث شبه حال الذكر وتنحيته، بحال غرائب الإبل وذودها عن الحوض إذا دخلت مع غيرها عند الورود، ثم استعمل ما كان في


(١) أو هو مصدر في موضع الحال.
(٢) وجملة نضرب... لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أنهملكم. وجملة: كنتم قوما لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

<<  <  ج: ص:  >  >>