للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنّا رَحْمَةً» أي أعطيناه نعمة من صحة وأمن وجدة، والإذاقة في الأصل تناول الشيء بالفم لإدراك الطعام، ثم أستعير للذات، تشبيها لها بما يذاق ثم يزول بسرعة كما تزول الطعوم.

٣ - الطباق: بين النعماء والضراء.

[الفوائد]

- تعليق الفعل عن العمل:

ورد في هذه الآية قوله تعالى {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} في هذه الآية نقول بأن الفعل (يبلوكم) علّق عن نصب المفعول به لمجيء المفعول به جملة اسمية مصدرة باستفهام، ونقول في الإعراب: أيكم مبتدأ مرفوع والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة والميم للجمع، أحسن خبر مرفوع، وجملة أيكم أحسن في محل نصب مفعول به ثان للفعل يبلوكم.

ومن المفيد في هذا المقام أن نذكر نبذة عما يتعلق بهذا البحث الهام:

١ - قد يعلق الفعل المتعدي لمفعول واحد عن العمل، وذلك عند ما تصدّر الجملة باستفهام كقوله تعالى {فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً} وقوله تعالى {يَسْئَلُونَ أَيّانَ يَوْمُ الدِّينِ} ٢ - وقد يعلق الفعل المتعدي إلى مفعولين عن العمل، إذا تصدرت الجملة باستفهام. ونعربها جملة سدت مسد المفعولين. كقوله تعالى {وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً} {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى}

{فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (١٢)}

<<  <  ج: ص:  >  >>