للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالدين ثم حذف المشبه به وأخذ شيئا من خصائصه وهو القضاء.

[الفوائد]

١ - ورد في هذه الآية قوله تعالى {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ} ورد خلاف بين النحويين في إعراب {(وَشُرَكاءَكُمْ)} وسنورد أوجه الإعراب كما أوردها ابن هشام فقال: وشركاءكم بالنصب فتحتمل الواو أن تكون عاطفة مفردا على مفرد بتقدير مضاف أي وأمر شركاءكم، أو جملة على جملة بتقدير فعل أي واجمعوا شركاءكم باعتبار أن همزة الفعل المقدرة همزة وصل.

وموجب التقدير بالوجهين أن أجمع يستعمل للمعاني كقولك: أجمعوا على قول كذا. بخلاف جمع فإنه مشترك بين الذوات والمعاني بدليل قوله تعالى {فَجَمَعَ كَيْدَهُ} {الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ} وهناك قراءة برفع الشركاء عطفا على واو الجماعة في (أجمعوا).

وأورد أبو البقاء العكبري، وجها آخر باعتبار الواو للمعية و (شركاءكم) مفعول معه.

٢ - موافقة المبنى للمعنى:

ورد في هذه الآية موقف نوح عليه الصلاة والسلام من قومه وكلنا يعلم بأنه لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الخير والهدى ولكنه لم يجد منهم إلا الصدود والإعراض لذلك كان خطابه لهم في هذه الآية يعكس موقفه النفسي منهم بعد أن استيأس وعلم أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن لذا كانت الآية بنفسها المديد وحروف العطف المتتالية وجملها الطويلة تعكس ضجره عليه الصلاة والسلام منهم وبهذا يتوافق المعنى والمبنى ويعكسان الحالة النفسية بأبلغ عبارة وأورع بيان.

{قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا وَلا يُفْلِحُ السّاحِرُونَ (٧٧)}

الإعراب:

(قال موسى) فعل وفاعل وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة

<<  <  ج: ص:  >  >>