للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجملة: «أخذناهم...» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:

فانتقمنا منهم وأخذناهم

وجملة: «لعلّهم يرجعون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

وجملة: «يرجعون» في محلّ رفع خبر لعلّ.

[البلاغة]

الكلام الجامع المانع: في قوله تعالى «وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها».

أي أن كلّ واحدة من هذه الآيات، إذا أفردتها بالفكر، استغرقت عظمتها الفكر وبهرته؛ حتى يجزم أنها النهاية، وأن كلّ آية دونها. فإذا نقل الفكرة إلى أختها استوعبت أيضا فكره بعظمها، وذهل عن الأولى، فجزم بأن هذا النهاية، وأن كلّ آية دونها؛ والحاصل أنّه لا يقدر الفكر على أن يجمع بين آيتين منهما، ليتحقق عنده الفاضلة من المفضولة، بل مهما أفرده بالفكر جزم بأنه النهاية.

وعلى هذا التقدير يجري جميع ما يرد من أمثاله.

[الفوائد]

- حذف الصفة..

من أساليب العرب أنهم يحذفون الصفة في سياق الكلام لفهمها. وقد ورد ذلك في الآية الكريمة التي نحن بصددها في قوله تعالى {وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها}.

أي من أختها السابقة. وقد ورد ذلك في عدة مواضع من القرآن الكريم مثل: {(يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً)} أي سفينة صالحة، بدليل أنّه قريء كذلك. ومنه {(تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ)} أي كلّ شيء سلطت عليه. {(قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ)} أي الواضح. وقد ورد ذلك في الشعر، قال العباس بن مرداس:

وقد كنت في الحرب ذا تدرأ... فلم أعط شيئا ولم أمنع

والتقدير ولم أعط شيئا طائلا. ومنه قول عمران بن حطان:

<<  <  ج: ص:  >  >>