للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(انتهوا)، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله انتهيوا بياء قبل الواو، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الهاء-إعلال بالتسكين-التقى سكونان في الواو والياء فحذفت الياء تخلصا من الساكنين..

وزنه افتعوا.

[البلاغة]

الفصل: في قوله تعالى {ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ}.

والفصل: هو ترك عطف جملة على أخرى، وضدّه الوصل، وهو عطف بعض الجمل على بعض. حيث أن بين الآية هذه والآية التي قبلها اتحاد تام، ففصل بين الآيتين. والفصل بحد ذاته بلاغة، فقد قيل لبعضهم: ما البلاغة؟ فقال:

معرفة الفصل والوصل.

[الفوائد]

- حكم الفيء:

تقدم الحديث عن حكم الغنيمة في مطلع سورة الأنفال، وأما حكم الفيء فإنه لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) مدة حياته، يضعه حيث يشاء. فكان ينفق على أهله منه نفقة سنتهم، ويجعل ما بقي في الكراع والسلاح، عدة في سبيل الله. واختلف العلماء في الفيء بعد وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم). فقال قوم: هو للأئمة من بعده. وللشافعي فيه قولان: أحدهما انه للمقاتلة، والثاني: هو لمصالح المسلمين، يبدأ بالمقاتلة ثم الأهم فالأهم من المصالح، واختلفوا في تخميس مال الفيء، فذهب أكثر أهل العلم إلى أنه لا يخمس، بل يصرف جميعه في صالح جميع المسلمين. قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه {(ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى)} حتى بلغ (للفقراء المهاجرين) إلى قوله {وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ} ثم قال: هذه استوعبت المسلمين عامة. قال: وما على وجه الأرض مسلم إلا وله في هذا الفيء حق، إلا ما ملكت أيمانكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>