للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (٤٨)}

الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (في المدينة) متعلّق بخبر كان (في الأرض) متعلّق ب‍ (يفسدون)، (لا) نافية.

جملة: «كان في المدينة تسعة...» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «يفسدون...» في محلّ رفع نعت ل‍ (تسعة...) (١).

وجملة: «لا يصلحون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يفسدون.

[البلاغة]

التمام أو التتميم: في قوله تعالى {وَلا يُصْلِحُونَ} وهذا الفن هو أن تأتي في الكلام كلمة إذا طرحت منه نقص معناه في ذاته أو في صفاته ولفظه تام.

فإن قوله «وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ» شأنهم الإفساد البحت، وقد كانوا كما يروى عتاة غلاظا، وهم الذين أشاروا بعقر الناقة، لمراغمة صالح، وإثارة حفيظته، ومنهم قدار بن سالف المشهور بالشؤم، وقد تقدم ذكره، ولكن قوله يفسدون في الأرض لا يدفع أن يندر منهم أو من أحدهم بعض الصلاح، فتمم الكلام بقوله «وَلا يُصْلِحُونَ» دفعا لتلك العذرة أن تقع، أو أن يخالج بعض الأذهان شك في أنها ستقع. وبذلك قطع كل رجاء في إصلاح أمرهم وحسن حالهم.

[الفوائد]

- تمييز العدد وتذكيره وتأنيثه:

أ-إذا كان مميز العدد-ما بين الثلاثة والعشرة- اسم جنس، أو اسم جمع الذي، ليس له مفرد من لفظه، مثل: قوم ورهط،


(١) أو في محلّ جرّ نعت لرهط.

<<  <  ج: ص:  >  >>