اسم الفاعل يدل على صفة مؤقتة في الإنسان، مثل: سابح-لاعب. أما الصفة المشبهة، فتدل على صفة ثابتة، مثل: كريم-شجاع-صلب.. إلخ. وكل من اسم الفاعل واسم المفعول إذا دلا على صفات ثابتة في الإنسان فيعاملان معاملة الصفة المشبهة، فاسم الفاعل في الآية {مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ} يدل على صفة مشبهة.
أما عمل الصفة المشبهة، فإما أن يرتفع معمولها على الفاعلية، كما في الآية الكريمة {مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ} ألوانه: فاعل للصفة المشبهة مختلف؛ وإما أن يجر بالإضافة، مثل (أخوك حسن الصوت)، وهو أغلب أحواله؛ وإما أن ينصب على التمييز، إن كان نكرة؛ أو شبه المفعولية، إن كان معرفة، مثل (أخوك حسن صوتا)(أخوك حسن صوته) إذا كانت الصفة المشبهة معرفة ب (ال) فلا بد لمعمولها إذا أضيف إليها أن يعرف ب (ال) أو يضاف إلى المعرف ب (ال) مثل: (أخوك الحسن الصوت) و (أخوك الحسن أداء النشيد).
٢ - العلم يصقل الفكر والسلوك:
قال ابن عباس: معنى الآية: (إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزتي وسلطاني). ومن ازداد علما ازداد خشية لله عز وجل.
عن عائشة قالت: صنع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) شيئا فرخّص فيه، فتنزه عنه قوم. فبلغ ذلك النبي (صلّى الله عليه وسلّم)، فخطب فحمد الله ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه؟ فو الله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية. وعن أنس قال: خطب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) خطبة ما سمعت مثلها قط، فقال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولما تلذّذتم بنسائكم على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات (الطرقات) تجأرون (تدعون الله)، فغطى أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وجوههم ولهم خنين. الخنين: هو البكاء مع عنة وانتشاق الصوت من الأنف. قال مسروق: كفى بخشية الله علما، وكفى بالاغترار بالله جهلا، وقال مقاتل: أشد الناس خشية لله أعلمهم.