للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أكد أبو البقاء العكبري نفس هذا الإعراب فقال: {(أَوْ أَنْ نَفْعَلَ)} في موضع نصب عطفا على ما يعبد، والتقدير أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نترك أن نفعل، وليس بمعطوف على أن نترك إذ ليس بالمعنى أصلاتك تأمرك أن نفعل في أموالنا.

{قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الْإِصْلاحَ مَا اِسْتَطَعْتُ وَما تَوْفِيقِي إِلاّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (٨٨) وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صالِحٍ وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (٨٩)}

الإعراب:

(قال يا قوم... رزقا حسنا) مرّ إعراب نظيرها (١)، والمفعول الثاني محذوف تقديره هل أخالف أمره (٢) (الواو) عاطفة (ما) حرف نفي (أريد) مضارع مرفوع، والفاعل أنا (أن أخالفكم) مثل أن نترك (٣)، و (كم) مفعول به والمصدر المؤوّل (أن أخالفكم) في محلّ نصب مفعول به عامله أريد المنفي.

(إلى) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب‍ (أخالف) (٤)، (أنهاكم) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على


(١) في الآية (٢٨) من هذه السورة.
(٢) أو هل أخون وحيه.. أو أأتّبع الضلال. أو هل أبخس الناس أشياءهم.. إلخ.
(٣) في الآية (٨٧) من هذه السورة.
(٤) يجوز أن يكون (ما) نكرة موصوفة في محلّ جرّ.. والجملة بعدها نعت لها في محلّ جرّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>