للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنافقين من المدينة، وقد كان ذلك، ألا ترى أن الله تعالى قال على إثر ذلك «والله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون».

الفوائد:

ذلة المنافقين..

كان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) في غزوة بني المصطلق، فتدافع رجلان: أنصاري ومهاجر، فنادى كل منهما أصحابه، فاستطلع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) الأمر، وقال: دعوها فإنها خبيثة، فإنها من دعوى الجاهلية، فتناهي الخبر إلى عبد الله بن أبيّ، رأس النفاق، فقال: أو قد فعلوها (يعني المهاجرين) والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ (يعني نفسه) منا الأذلّ (يعني رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فوصل الخبر لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فقال عمر: ائذن لي أضرب عنقه، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): هل يرضيك أن يقول الناس إن محمدا يقتل أصحابه؟ وفي طريق العودة، رصد عبد الله بن عبد الله بن أبي مدخل المدينة، ومنع والده من الدخول قائلا له: أنت الذليل، ورسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) هو العزيز، فعلم رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بالخبر، فأرسل إلى عبد الله أن يسمع لوالده بالدخول، فقال الابن:

إن أذن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فنعم إذن.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٩) وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصّالِحِينَ (١٠) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١١)}

<<  <  ج: ص:  >  >>