للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المخزومية، وهو ابن خالة خديجة بنت خويلد أسلم قديما بمكة، وذلك

أنه أتى النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل وعمه العباس وأبي بن خلف وأخاه أمية، ويدعوهم إلى الإسلام، يرجو إيمانهم، فقال ابن أم مكتوم: يا رسول الله أقرئني وعلمني مما علمك الله، وجعل يناديه ويكرر النداء، وهو لا يدري أنه مقبل على غيره، حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لقطعه كلامه، وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد: إنما اتبعه الصبيان والعبيد، فعبس وجهه، وأعرض عنه، وأقبل على القوم الذين كان يكلمهم؛ فأنزل الله هذه الآيات، معاتبة لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم). فكان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بعد ذلك يكرمه إذا رآه ويقول: مرحبا بمن عاتبني فيه ربي، ويقول له: هل لك من حاجة. واستخلفه على المدينة مرتين. وكان من المهاجرين الأولين، وقيل: قتل شهيدا بالقادسية.

- (لعلّ):

هي حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر ولها معان:

١ - التوقع: وهو ترجّي المحبوب والإشفاق من المكروه، نحو: (لعل الحبيب واصل) و (لعل الرقيب حاصل) وتختص بالممكن.

٢ - التعليل: كقوله تعالى: {(فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى)}.

٣ - الاستفهام: أثبته الكوفيون، ولهذا علق بها الفعل في نحو قوله تعالى {(لا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً)} {(وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكّى)}.

ويقترن خبرها (بأن) كثيرا، حملا على (عسى)، كقول متمم بن نويرة:

لعلك يوما أن تلمّ ملمة... عليك من اللائي يدعنك أجدعا

{أَمّا مَنِ اِسْتَغْنى (٥) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدّى (٦) وَما عَلَيْكَ أَلاّ يَزَّكّى (٧) وَأَمّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى (٨) وَهُوَ يَخْشى (٩) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهّى (١٠)}

<<  <  ج: ص:  >  >>