للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآخرة، ويقولون أن «لن» للتأبيد، مما يدل على امتناع الرؤية مطلقا؛ وأما الأشعرية فيستدلون على جواز الرؤية بآيات أخرى، منها قوله تعالى: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ». وقد اتسع الخلاف، وبلغ المهاترات وكيل التّهم، ولكل وجهة نظر. وما أغنى الناس عن ولوجهم في أمور هي خارج مدركاتهم الحسية، وهي وراء المنطقة المضيئة كما يقول الفلاسفة. فتدبّر الأمر ولا تخض مع الخائضين.

{وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْها بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ (١٤٥)}

الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (كتبنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعل (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب‍ (كتبنا)، (في الألواح) جارّ ومجرور متعلّق ب‍ (كتبنا)، (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من موعظة (شيء) مضاف إليه مجرور (موعظة) مفعول به منصوب (١)، (تفصيلا) معطوف على موعظة بالواو، منصوب (لكلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب‍ (تفصيلا) (٢)، (شيء) مثل الأول. (الفاء) عاطفة (خذ) فعل أمر، والفاعل أنت و (ها) ضمير مفعول به (بقوّة) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل خذ أي متلبّسا (٣)، (الواو) عاطفة (أؤمر) مثل خذ (قوم) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (يأخذوا) مضارع مجزوم جواب الطلب وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (بأحسن) جارّ ومجرور متعلّق ب‍ (يأخذوا) بتضمينه


(١) جعله بعضهم بدلا من الجارّ والمجرور قبله (من كل شيء)، لأن محلّه النصب.
(٢) يجوز جعل اللام زائد للتقوية و (كلّ) منصوب محلاّ مفعول به للمصدر (تفصيلا).
(٣) يجوز أن يكون الجارّ والمجرور حالا بمعنى خذها جادّا أو مجتهدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>