للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - حذف الياء تخفيفا:

ورد في القرآن الكريم حذف الياء من بعض الأسماء والأفعال دون سبب نحوي يقتضي ذلك، وقال النحويون بأن سبب حذفها هو التخفيف، وأثناء الإعراب نعتبرها موجودة ونعربها، وقد وردت في هذه الآية في قوله تعالى: فلا تسألن: أصلها فلا تسألني، حذفت الياء للتخفيف، وهي ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وورد في سورة الكهف قوله تعالى {ذلِكَ ما كُنّا نَبْغِ} أي نبغي، وورد أيضا في موضع آخر من القرآن الكريم {وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}، وورد في الآية السابقة {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} أي (ربي)؛ وهذه سمة لكلام الله عز وجل تميزه عن كلام البشر، وحذف الياء فيه مغزى وحكمة وتناسق وانسجام للنغم الموسيقي المتآلف في القرآن الكريم، وفيه لفتة إلى بعض المعاني اللطيفة. ففي قوله تعالى مثلا {رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ} فيه لفتة إلى قرب الله عز وجل من العبد واستجابته له قبل أن يتم كلمة (ربي). والله أعلم.

{قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ (٤٧)}

الإعراب:

(قال ربّ) مر إعرابها (١)، (إنّي) مثل إنّه (٢)، (أعوذ) مثل أعظ (٣)، (الباء) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب‍ (أعوذ)، (أن) حرف مصدريّ ونصب (أسأل) مضارع منصوب، والفاعل أنا و (الكاف) ضمير مفعول به (ما ليس لي به علم) مثل ما ليس لك به علم (٤).

والمصدر المؤوّل (أن أسألك..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره من أن أسألك.. متعلّق ب‍ (أعوذ).


(١) في الآية (٤٥) من هذه السورة.
(٢، ٣، ٤) في الآية (٤٦) السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>