للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هشام فصلا لهذه الناحية وبينها بقوله: يكثر حذف المفعول بعد لو شئت كقوله تعالى {فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ} أي فلو شاء هدايتكم. وبعد نفي العلم ونحوه، كقوله تعالى {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ} أي لا يعلمون أنهم سفهاء، وعائدا على الاسم الموصول كقوله تعالى {أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً} أي بعثه. وما يعود على الموصوف، كقول جرير:

أبحت حمى تهامة بعد نجد... وما شيء حميت بمستباح

والتقدير وما شيء حميته.

وكذلك ما يعود على المخبر عنه دونهما كقول امرئ القيس:

فأقبلت زحفا على الركبتين... فثوب نسيت وثوب أجرّ

والتقدير فثوب نسيته وثوب أجره.

وورد في مواضع متفرقة كقوله تعالى {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ} أي فمن لم يجد الرقبة (أي عتق عبد) وقوله تعالى {فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً} أي فمن لم يستطع الصوم. ويكثر حذفه في الفواصل كقوله تعالى {وَما قَلى} أي وما قلاك. ويجوز حذف مفعولي أعطى كقوله تعالى {فَأَمّا مَنْ أَعْطى} وثانيهما فقط كقوله تعالى {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ} وأولهما فقط-خلافا للسهيلي-كقوله تعالى {حَتّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ} أي يعطوكم الجزية.

{قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ (٧٨)}

الإعراب:

(قالوا) فعل ماض وفاعله (الهمزة) للاستفهام (جئت) فعل ماض وفاعله و (نا) ضمير مفعول به (اللام) لام التعليل (تلفت) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل أنت (نا) مثل الأول (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب‍ (تلفت)، (وجدنا) فعل ماض وفاعله (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من

<<  <  ج: ص:  >  >>