هشام فصلا لهذه الناحية وبينها بقوله: يكثر حذف المفعول بعد لو شئت كقوله تعالى {فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ} أي فلو شاء هدايتكم. وبعد نفي العلم ونحوه، كقوله تعالى {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ} أي لا يعلمون أنهم سفهاء، وعائدا على الاسم الموصول كقوله تعالى {أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً} أي بعثه. وما يعود على الموصوف، كقول جرير:
أبحت حمى تهامة بعد نجد... وما شيء حميت بمستباح
والتقدير وما شيء حميته.
وكذلك ما يعود على المخبر عنه دونهما كقول امرئ القيس:
فأقبلت زحفا على الركبتين... فثوب نسيت وثوب أجرّ
والتقدير فثوب نسيته وثوب أجره.
وورد في مواضع متفرقة كقوله تعالى {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ} أي فمن لم يجد الرقبة (أي عتق عبد) وقوله تعالى {فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً} أي فمن لم يستطع الصوم. ويكثر حذفه في الفواصل كقوله تعالى {وَما قَلى} أي وما قلاك. ويجوز حذف مفعولي أعطى كقوله تعالى {فَأَمّا مَنْ أَعْطى} وثانيهما فقط كقوله تعالى {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ} وأولهما فقط-خلافا للسهيلي-كقوله تعالى {حَتّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ} أي يعطوكم الجزية.
(قالوا) فعل ماض وفاعله (الهمزة) للاستفهام (جئت) فعل ماض وفاعله و (نا) ضمير مفعول به (اللام) لام التعليل (تلفت) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل أنت (نا) مثل الأول (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تلفت)، (وجدنا) فعل ماض وفاعله (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من