للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[البلاغة]

التكرير: في قوله تعالى {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ}.

فقد تكررت كثيرا في هذه السورة، وهذا التكرار أحلى من السكر إذا تكرر. وإنما حسن للتقرير بالنعم المختلفة المعددة، فكلما ذكر سبحانه نعمة أنعم بها وبّخ على التكذيب بها، كما يقول الرجل لغيره: ألم أحسن إليك بأن خولتك في الأموال؟ ألم أحسن إليك بأن فعلت بك كذا وكذا؟ فيحسن فيه التكرير لاختلاف ما يقرر به، وهو كثير في كلام العرب.

{خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخّارِ (١٤) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ (١٥) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٦)}

الإعراب:

(من صلصال) متعلّق ب‍ (خلق)، (كالفخّار) متعلّق بنعت ل‍ (صلصال)، (من مارج) متعلّق ب‍ (خلق) الثاني (من نار) متعلّق بنعت ل‍ (مارج) (١)، (فبأي... تكذّبان) مثل الأولى (٢) مفردات وجملا جملة: «خلق الإنسان...» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «خلق الجانّ...» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة

الصرف:

(الفخّار)، اسم لما طبخ من الطين، وزنه فعّال بفتح الفاء (مارج)، اسم لما اختلط من أحمر وأخضر وأصفر، وقيل بمعنى الخالص، وقيل اللهب المضطرب، وزنه فاعل بكسر العين


(١) من بيانيّة أو تبعيضيّة... وإذا كان المارج بمعنى النار فهو بدل بإعادة الجارّ
(٢) في الآية (١٣) من هذه السورة

<<  <  ج: ص:  >  >>