اختلف النحاة في أسماء الأفعال حول اعتبارها وتسميتها، والصحيح أنها أسماء أفعال، ولا محل لها من الإعراب.
و «أف» اسم فعل مضارع بمعنى «أتضجّر» وقد تعدّدت فيه اللغات حتى بلغت لدى بعضهم أربعين لغة، قرئ بسبع منها، ثلاث هنّ المتواتر، وأربع من باب الشواذ. ونحن نقرأ في قراءة حفص «أفّ» بالكسر والتنوين والتشديد. وان كنت من فرسان هذا العلم فعليك بالمطولات، ففيها ما ينقع غلة الصادي.
٢ - بين الرضى والعقوق:
بعد أن يتملّى القارئ من توصية القرآن بطاعة الوالدين، يطيب لنا أن نذكر ما تيسر من سيرة العاقين لوالديهم، فبضدها تتميز الأشياء.
يروى أن جريرا كان أعق الناس بأبيه. وكان ابنه بلال عاقا له، فتشاتما يوما، وقد أغلظ بلال لأبيه فقالت له أمه: يا عدوّ الله، أتقول هذا لأبيك؟ فقال جرير: دعيه، فكأنه سمعها مني وأنا أقولها لأبي.
وقد كان الحطيئة من عقوق الوالدين بمكان، فقد قال يهجو أباه.
فنعم الشيخ أنت لدى المخازي... وبئس الشيخ أنت لدى الفعال
جمعت اللؤم لا حياك ربي... وأبواب السفاهة والضلال
وقال يهجو أمه:
لحاك الله ثم لحاك أمّا... ولقاك العقوق من البنينا
أغربالا إذا استودعت سرّا... وكانونا على المتحدثينا