للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحن بصددها خرجت عن معنى الاستفهام إلى معنى النفي في قوله تعالى {(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)}. والمعنى ما ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم. وقد ذكر ذلك ابن هشام فقال:

إنه يراد بالاستفهام بها النفي، ولذلك دخلت على الخبر بعدها (إلا) في قوله تعالى {هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ}، والباء في قول الفرزدق: (ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم)، وصح العطف في قول امرئ القيس:

وإن شفائي عبرة مهراقة... وهل عند رسم دارس من معول

إذ لا يعطف الإنشاء على الخبر. فصدر البيت خبر، والعطف يدل على أن عجز البيت خبر أي لا يصح هل للاستفهام، بل هي نافية.

وتأتي الهمزة للإنكار، كما في قوله تعالى {أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ} إنكارا على من ادعى ذلك، ويلزم من ذلك معنى الانتفاء، لا أنها للنفي. ولهذا لا يجوز أن تقول: أقام إلا زيد؟ كما يجوز هل قام إلا زيد!

{الْأَخِلاّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ (٦٧)}

الإعراب:

(يومئذ) ظرف منصوب مضاف إلى ظرف مبنيّ متعلّق ب‍ (عدوّ)، والتنوين عوض من جملة محذوفة أي يوم إذ تأتيهم الساعة (بعضهم) مبتدأ ثان مرفوع (لبعض) متعلّق ب‍ (عدوّ)، (إلاّ) للاستثناء (المتّقين) مستثنى بإلاّ منصوب..

جملة: «الأخلاّء... عدوّ» لا محلّ لها استئنافيّة.

وجملة: «بعضهم لبعض عدوّ» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الأخلاّء).

{يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (٦٨) الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ (٦٩) اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ (٧٠) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ (٧١) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧٢) لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ (٧٣)}

<<  <  ج: ص:  >  >>