نحن بصددها خرجت عن معنى الاستفهام إلى معنى النفي في قوله تعالى {(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)}. والمعنى ما ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم. وقد ذكر ذلك ابن هشام فقال:
إنه يراد بالاستفهام بها النفي، ولذلك دخلت على الخبر بعدها (إلا) في قوله تعالى {هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ}، والباء في قول الفرزدق:(ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم)، وصح العطف في قول امرئ القيس:
وإن شفائي عبرة مهراقة... وهل عند رسم دارس من معول
إذ لا يعطف الإنشاء على الخبر. فصدر البيت خبر، والعطف يدل على أن عجز البيت خبر أي لا يصح هل للاستفهام، بل هي نافية.
وتأتي الهمزة للإنكار، كما في قوله تعالى {أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ} إنكارا على من ادعى ذلك، ويلزم من ذلك معنى الانتفاء، لا أنها للنفي. ولهذا لا يجوز أن تقول: أقام إلا زيد؟ كما يجوز هل قام إلا زيد!