هؤلاء خصوصا يهتدون، فالاعتبار بذلك والشكر عليه بالتوحيد الزم لهم وأوجب عليهم.
{أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (١٧)}
[الإعراب]
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) استئنافيّة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يخلق) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد (الكاف) حرف جرّ (من) موصول في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ (لا) نافية (يخلق) مثل الأول (الهمزة) مثل الأولى (الفاء) عاطفة (لا) مثل الأولى (تذكّرون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل.
جملة:«من يخلق كمن لا...» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة:«يخلق...» لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة:«لا يخلق...» لا محلّ لها صلة الموصول (من)(الثاني).
وجملة:«تذكّرون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة (١).
[لبلاغة]
١ - التشبيه المقلوب: وذلك في قوله تعالى {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ} إذ مقتضى الظاهر عكسه، لأن الخطاب لعباد الأوثان، حيث سموها آله تشبيها به تعالى، فجعلوا غير الخالق كالخالق، فجاءت المخالفة في الخطاب، كأنهم لمبالغتهم في عبادتها ولإسفافهم-بالتالي-وارتكاس عقولهم صارت عندهم كالأصل، وصار الخالق الحقيقي هو الفرع، فجاء الإنكار على وفق ذلك.
٢ - التغليب: في الآية الكريمة.
حيث أتى «بمن» تغليبا لذوي العلم على غيرهم، مع ما فيه من
(١) أو معطوفة على استئناف متقدّم مقدّر أي أجهلتم هذا فلا تذكّرون.