وجملة:«يعلم...» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة:«لم أخنه...» في محلّ رفع خبر أنّ (الأوّل).
وجملة:«لا يهدي...» في محلّ رفع خبر أنّ (الثاني).
الصرف:
(أخنه)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله أخونه، حذفت الواو لالتقائها ساكنة مع النون في حال الجزم، وزنه أفله بضمّ الفاء وذلك للدلالة على نوع الحرف المحذوف.
[الفوائد]
١ - رجح البلاغيون أن يكون الكلام «ذلِكَ لِيَعْلَمَ...» من قول زليخا، لأنه أقرب إلى المقام، وأليق بمقام الغزل، حيث يفدي المحب من يحب بنفسه ألا ترى أنه عند ما استحكمت المحنة، وبلغت النهاية، فدته بنفسها فقالت:
{(الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَ)} وتقربت إلى قلبه بقولها {(ذلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ)}. ويثبت ذلك أيضا قولها للنسوة اللواتي سمعت بمكرهن:{فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ} غير مكترثة لما فضحها به.
٢ - قال صاحب (الانتصاف): «الصحيح من مذاهب أهل السنة تنزيه الأنبياء عن الكبائر والصغائر جميعا، وتتبع الآي المشعرة بوقوع الصغائر بالتأويل.
وذهب منهم طائفة مع القدرية الى تجويز الصغائر عليهم، بشرط أن لا تكون منفرة، والصحيح عندنا في قصة يوسف عليه السلام أنه مبرأ عن الوقوع فيما يؤاخذ به، وإن الوقف عند قوله {هَمَّتْ بِهِ} ثم يبدأ {وَهَمَّ بِها. لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ} كما تقول: قتلت زيدا لولا أنني أخاف الله، فلا يكون الهم واقعا لوجود المانع منه، وهو رؤية البرهان.
٣ - إن وأخواتها حروف مشبّهة بالفعل، لوجود معنى الفعل في كل واحدة