في قوله تعالى «فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ» شبه الإنامة الثقيلة بضرب الحجاب على الآذان، كما تضرب الخيمة على السكان.
وجوز بعضهم أن تكون من باب الاستعارة التمثيلية.
٢ - التعليق:
في قوله تعالى «ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً» ليس المراد أن يعلم الله شيئا هو داخل في نطاق علمه، ولكنه أراد ما تعلق العلم به من ظهور الأمر لهم، ليزدادوا إيمانا واعتبارا، وليكون ذلك من الألطاف الخفية على المؤمنين في زمانهم، أو ليحدث تعلق علمنا تعلقا حاليا، أي نعلم أن الأمر واقع في الحال بعد أن علمنا قبل أنه سيقع في مستقبل الزمان.
[الفوائد]
١ - ذهب كثير من النحاة إلى أن «أحصى» فعل ماض وأمدا مفعوله:
والسليقة العربية ترجح كونه اسم تفضيل، وأن أمدا تمييز، رغم أن الصناعة اللفظية على زعم بعضهم ترجح الفعل، ولكن ما اعتمدناه من رأي أيّده بعض أساطين هذه الصناعة كالزجاج والتبريزي وغيرهما. فتبصر واختر هداك الله الصواب.
٢ - ذهب المبرد إلى أن معنى «أي» في هذه الآية «هل هذا أم هذا»؟ والذي قصده المبرد أن أدوات الاستفهام، إذا كانت أسماء امتنعت مما قبلها فتبصّر.