للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما هم إلا يخرصون. وسنوضح ما يتعلق بها. (إن) النافية تدخل على الجملة الاسمية كقوله تعالى {إِنِ الْكافِرُونَ إِلاّ فِي غُرُورٍ} {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ} أي وما أحد من أهل الكتاب إلا ليؤمننّ به، فحذف المبتدأ وبقيت صفته.

كما أنها تدخل على الجملة الفعلية كقوله تعالى {إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى} {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاّ إِناثاً}.

وقول بعضهم: لا تأتي إن النافية إلا وبعدها إلا كهذه الآيات، أو لمّا المشددة التي بمعناها كقوله تعالى {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّا عَلَيْها حافِظٌ} أي ما كل نفس إلا عليها حافظ. هذا القول مردود بدليل قوله تعالى {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا} {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ} ولقد اجتمعت الشرطية والنافية في قوله تعالى {إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ} أي ولئن زالتا ما أمسكهما من أحد من بعده. وجمهور النحاة على أنها مهملة وهذا قول سيبويه والفراء وأجاز الكسائي والمبرّد إعمالها عمل ليس، وسمع من أهل العالية إعمالها عمل ليس في قولهم: «إن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية».

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٦٧)}

الإعراب:

(هو) ضمير منفصل مبتدأ (الذي) اسم موصول في محلّ رفع خبر (جعل) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب‍ (جعل)، و (اللام) للتمليك (الليل) مفعول به منصوب (اللام) لام التعليل (تسكنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.

والمصدر المؤوّل (أن تسكنوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب‍ (جعل) (١).


(١) جعل بمعنى خلق ولهذا اكتفى بالمفعول الواحد.. أمّا (مبصرا) فهو حال، وقد يكون مفعولا ثانيا إذا كان الفعل بمعنى صير، والمفعول الثاني ل‍ (جعل) الأول محذوف أي: جعل الليل مظلما.

<<  <  ج: ص:  >  >>