لقد تبسطنا في حديثنا عن الهمزة وقواعد كتابتها في حديث سابق، وبما أن الرسم القرآني يخالف تلك القواعد، فهذه همزة «ءامنوا» كتبت على السطر. ومثلها همزة «ءاية» كما ترى خلافا لما قررناه من قواعد لكتابتها. ونعيد هنا ما قلناه سابقا من أنه لا يعتد بالرسم القرآني في رسم الكتابة.
٢ - بل: حرف عطف، إن وقعت بعد كلام مثبت، تكون للإضراب والعدول عن شيء إلى آخر، مثل الآية التي معنا.
وإن وقعت بعد نفي أو نهي، تكون للاستدراك بمنزلة لكن، مثل: ما قام سعيد بل خليل.
وقد تكون حرف ابتداء، إذا تلاها جملة، مثل قوله تعالى:{وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ} أي بل هم عباد.
الناسخ والمنسوخ في الشريعة:
اتخذ المنافقون، وضعفاء العقيدة ومن لم يتمكن الإيمان في قلوبهم اتخذوا نسخ الأحكام ذريعة للطعن في الدين، واتهام الرسول/صلّى الله عليه واله وسلّم/بالافتراء. ومنهم من كان يرتد بسبب ذلك.
ولكن العاقل الأريب يعلم أن تدرج الأحكام من الحكمة بمكان. ولا سيما عند ما تتعلق أحكام الشريعة بنسخ عادة متأصلة، أو عقيدة مستحكمة، كشرب الخمر وتحول القبلة.
وقد يكون للنسخ بعض الصلة بالتطور الذي يرافق مراحل تبليغ الرسالة والذي دفع بالأئمة المجتهدين، فيما بعد، أن يضعوا قاعدتهم القائلة: